في هذا العالم اللي كل شيء فيه يُسوّق لنا، صرنا نشتري مش لأننا محتاجين… بل لأنهم جعلونا نعتقد أننا نحتاج.
من زمان وأنا أراقب سلوك الناس مع الهواتف الذكية، وبالأخص الصراع الأبدي بين آيفون وسامسونج. وكل مرة أشوف شخص يشتري آيفون، أسأل نفسي:
هل يشتريه لأنه الأفضل؟
ولا لأن أبل أقنعته أنه الأفضل؟
🎭 هل آبل تخدعنا؟ أم أننا نحب أن نُخدع؟
آبل ما تدخل السوق فقط بمواصفات… بل تدخل بفكرة.
فكرة تقول لك: "إذا اشتريتني، فأنت من النخبة. أنت شخص مختلف."
وهنا يكمن الذكاء.
لأن كثير من الناس صاروا يشترون الإحساس اللي يجي مع آيفون، مش الجهاز نفسه.
لكن لو جينا للواقع التقني…
سامسونج S24 Ultra، مثلًا، يتفوّق على آيفون 15 برو في أشياء كثيرة:
🔹 الكاميرا
🔹 البطارية
🔹 سرعة الشحن
🔹 مرونة النظام
ومع كذا، تلاقي كثير ناس لسه متمسكة بآيفون. ليه؟
🎯 التسويق... لعبة العقول
سامسونج تسوّق لك المنتج.
لكن آبل تسوّق لك نفسك.
آبل تقول: "إذا شريتني، فإنت شخص ذوقك راقٍ. تحب البساطة. تحب التميّز."
بينما سامسونج تقول: "جهازنا قوي. عملي. مليان مزايا."
الفرق؟
الأولى تستهدف قلبك.
والثانية تستهدف عقلك.
🤔 طيب… الناس مغفّلة؟
مو بالضرورة.
بعض الناس تشتري آيفون لأنها تحب النظام، أو تعودت عليه، أو لأنه فعلاً يناسب أسلوب حياتها.
لكن البعض الآخر… يشتري عشان الناس.
لأن "كل اللي حولي معاهم آيفون، وأنا أبغى أكون مثلهم."
وهنا تصير المشكلة: لما تتحوّل التقنية من وسيلة… إلى وسيلة لإثبات الذات.
💡 خلاصة بلغة محمد:
-
آبل تبيعك إحساس، وسامسونج تبيعك مواصفات.
-
الناس ما تنخدع بسهولة، لكنهم أحيانًا يختارون الكذبة اللي تريحهم.
-
اشترِ اللي يناسبك… مو اللي يرضي غيرك.
-
التقنية المفروض تخدمنا، مش نتحول لعبيد لها.
0تعليقات